العضوِية الكنسية وعلم الإِحصاء المسيحي – القمص أثناسيوس چورچ

تستخدم الكنيسة منهج الإحصاء كآلية تفكير ونمط قراءة؛ معاونة في تحليل المعطيات الرقمية والعددية للتعامل مع المتغيرات والفرضيات وخصائص الظواهر؛ التي تُتخذ كمقاييس ومؤشرات لازمة لبنية العمل الرعوﻱ. بحيث تكون كل كنيسة محلية (population) مجتمعًا إحصائيً ، يتجمع معًا في الإحصاء الكلي للكنيسة كلها على مستوى الكرازة؛ سواء في الداخل أو في المهجر أو في كليهما معًا، من أقاصيها إلى أقاصيها؛ جامعة من كل القطعان والشعوب.

وعند استخدام عمل الإحصاء الرعوﻱ، تستقطع العينات (samples) ضمن وحدة استيعان (sampling unit)، حيث تكون البداية بجمع البيانات (data) من خلال الاستيعان للوصول إلى خلاصات رقمية ووصفية؛ تمكِّن من أخذ استدلالات (inferential statistics) يُستفاد بها في التقدير والقياس المستقبلي؛ عند تحليل البيانات وفق منهجية المسيح (ولما رجع الرسل حدثوه بما فعلوا) فيكون حقل الخدمة الذﻱ يتم دراسته وعمل الاستقصاء حوله (كنيسة مدينة/ كنيسة قرية/ إيبارشية/ اجتماع شباب وسيدات وحِرَفيين/ مدارس أحد بكل مراحلها السنية) .

تستخدم الكنيسة (عينة الدراسة أو مجتمع الدراسة) في إطار علوم الإحصاء؛ لجمع ووصف وتفسير البيانات؛ فتكون كصندوق أدوات تحت البحث التجريبي؛ لاستكشاف وقياس البيانات ودراستها واستخلاص نتائجها، وتوصيف الظواهر توصيفًا رقميًا كميًا دقيقًا.. وفي أية حال يعتبر الاهتمام بالمعلومات الإحصائية الكنسية؛ ظاهرة صحية تدل على الوعي الإحصائي وأهمية مردوده الإيجابي في خدمة خلاص النفس اتفاقًا مع قيمتها والعمل معها جماعيًا وفرديًا.

إن كل محاولات تقدم العمل الرعوﻱ هي امتداد إلى ما هو قدام؛ وتوظيف علم الإحصاء ضمن اللاهوت الرعائي ليس عبثًا؛ بل هو جهد واكتشاف وسعي بمساعدة وتأثير الكلمة اللوغوس؛ فمجمل اهتمام اللاهوت المسيحي هو الأنسان المفتديَ بيسوع المسيح وحده؛ الإنسان كما هو في الواقع ، و هو في الواقع ، لا يعالج بالتخمينات والشطحات (speculation)؛ بل بالواقع وبالتاريخ.

العديد من المعاهد اللاهوتية تدرس ضمن قسم اللاهوت الرعوﻱ (علم الإحصاء المسيحي)؛ وتقوم بعرض البيانات في صورة جداول ورسوم بيانية؛ للتعبير عن الحقائق بصورة عددية واضحة ودقيقة ،من اجل التخطيط للعمل الرعوﻱ المستقبلي، واستخلاص النتائج واتخاذ القرارات الرعوية المناسبة وفقًا للإحصائيات والاحتياجات .

فهناك على سبيل المثال مجتمعات عمرانية جديدة، تأتي إحصائياتها بمؤشرات ضرورة حتمية إنشاء حضانات وتربية كنسية صباحية يومية.. وهناك مثلاً مجتمعات قديمة مزدحمة طاردة؛ تحتاج إلى خدمات للمسنين والمستوصفات والتمريض وخدمة الأعوان، وهناك مجتمعات تكثر فيها الأمية تحتاج إلى خدمات ترقية وتنمية.ومرافق خدمية تتناسب مع الاحتياجات الرعوية …. هناك مناطق اقتناص طائفي تستلزم خدمات تعليمية موجهة، ..ايضا هناك مناطق تتزايد فيها حالات الاتداد وخطف البنات القصر ،تحتاج الي توعية روحية مكثفة للمعالجة بدرهم الوقاية الذي هو افضل من قنطار علاج ….وهذه مجرد امثلة لكنها ليست حصرية ….وهكذا وفقًا للمؤشرات الوصفية الاستدلالية التحليلية.

ولا بُد أن نبدأ في الإحصاء الكنسي ،بعمل العضوية الكنسية الكاملة _ ( اولا ) _ كقاعدة بيانات أولية؛ تتفاوت في أهميتها وعمقها وعملها :- متضمنة جماعة المؤمنين جميعا كونهم اعضاء جسد المسيح الواحد ،الذين ولدوا من المعمودية ( رحم الكنيسة ) ولهم حق البنوية والتمتع بالمائدة الملوكية وشركة العبادة والوحدة ،وقد تسجلت اسماءهم في حرية القداسة والبر ووراثة البنوة والاخوية .

١_ العضوية العامة : تشمل كل مؤمن نال نعمة المعمودية .

٢ _ العضوية الروحية : تشمل الذين يعيشون الحياة الكنسية بمواظبة .

٣ – العضوية العاملة :تشمل الذين لهم خدمات وادوار في العمل الكنسي .

٤ _ العضوية القيادية :تشمل أن يكون صاحبها ضمن الإحصائيات الثلاث السابقة؛ على أن يكون أعضاء هذة العضوية هم الذين لهم خدمة قيادية ومميزة وقديمة العهد؛ بفحص ولياقة وخبرة وتأثير روحي وعملي.

إن المشروع المسيحي قائم على أن الله هو الأصل، وأن الإنسان هو الصورة، وأن الإنسان يحمل ملامح من الله.. لذلك يرتفع المشروع المسيحي بناءًا شامخًا يعتمد أول كل شيء على خلاص النفس التي افتُدِيت بتدبير الخلاص الثمين؛ والتي سعىَ المخلص فيها إلى كل نفس (زكا العشار، السامرية، اللص اليمين) بيد قوية وبذراع ممدودة، وهذة هي الإعلانات والمواعيد التي تتحقق حيث جواب الإنسان على ما عمله ويعمله الله.

وتحقيق مشروع احصائية العضوية الكنسية بشكلها العلمي الجدي في اطار العمل الالهي الرعوي ،ينطلق من قيمة النفس البشرية التي من اجلها صنع ربنا ومخلصنا تدبير خلاصه وتكونت منها احصائية النسل الروحي للقطيع الالهي ،الذين هم حسب الوعد ورثة …..وصارت لهم نعمة المعمودية اصل هذا الاحصاء العضوي ، شاملا اعضاء الجمعية العمومية التي لكنيسة الله المجيدة ،والتي نكون نحن معا عضويتها ،ولكل منا دوره الوظيفي والحركي فيها ….. فلا يهمل عضو ولا يهمش ولا يلغي او ينسي او يرفض ،لان كل نفس متضمنة في الكل وبالكل ومع الكل ،محلاة بالروح القدس عينه وبقلادة الحياة نفسها وبجدائل اوفير الذهب ،وبصفائح الفضة التي اقتناها ربنا بدمه الطاهر المسفوك لكل من يقبل ويسعي ويكمل بخوف ورعدة

القمص أثناسيوس چورچ

Share this post