ماذا يقول الكتاب المقدس عن الصوم؟

يُعدّ الصيام انضباطًا روحيًا جوهريًا في جميع كنائس المسيح. فهو يتضمن الامتناع عن الطعام والشراب لفترة معينة، ويُمارس عادةً مع الصلاة. ويُعتبر الصيام وسيلة للتقرب إلى الله، وإظهار التوبة، وطلب الهداية الإلهية.

سنقوم بمزيد من البحث في ما تقوله الكتاب المقدس عن الصيام من خلال طرح بعض الأسئلة والإجابة عنها، بما في ذلك أبرز الآيات في الكتاب المقدس حول الصيام، لفهم الجوانب الروحية والعملية له.

س: ما هي أبرز آيات الكتاب المقدس عن الصيام؟

ج: يحتوي الكتاب المقدس على العديد من الإشارات إلى الصيام، موضحًا أهميته وغايته. فيما يلي بعض الآيات الرئيسية من الأناجيل:

متى 4:1-2

“ثم قاد الروح يسوع إلى البرية ليُجرب من إبليس. وبعدما صام أربعين يوما وأربعين ليلة جاع.”
يمثل صوم يسوع في البرية أثناء تحضيره لبداية خدمته العامة مثالًا مؤثرًا. فهو يوضح دور الصيام في طلب القوة والإرشاد من الله.

لوقا 2:36-37

“وكانت هناك نبية، حنة بنت فنوئيل، من سبط أشير. وكانت متقدمة في الأيام، وقد عاشت مع زوجها سبع سنوات بعد زواجها، ثم بقيت أرملة حتى بلغت الرابعة والثمانين. لم تبتعد عن الهيكل، بل كانت تخدم بالصوم والصلاة ليلاً ونهارًا.”
عاشت حنة حياة من الصوم والصلاة كدليل على الإخلاص والولاء. ويظهر مثالها أن الصوم هو السبيل للوصول إلى لقاء شخصي مع الله.

متى 9:14-15

“ثم جاء تلاميذ يوحنا وسألوه: ‘كيف نصوم نحن والفريسيون كثيرًا، وأما تلاميذك فلا يصومون؟’ فأجابهم يسوع: ‘هل يستطيع ضيوف العريس أن يحزنوا بينما العريس معهم؟ ولكن ستأتي الأيام حينما يُرفع العريس عنهم، وحينئذٍ سيصومون.’
شرح يسوع أنه لا داعي للصيام حينما يكون معهم، ولكن بعد رحيله سيصومون. تشير هذه الآية بوضوح إلى أن الصيام مناسب في أوقات طلب حضور الله وإرشاده.

س: ماذا قال يسوع عن الصيام؟

ج: في تعليمه عن كيفية عيش التلاميذ حياتهم، علّم يسوع بأن هناك مكانًا للصيام في حياتهم، ولكنه يجب أن لا يكون للاستعراض العام. ويركز نهجه نحو الصيام على الحالة الروحية الداخلية بدلاً من المظاهر الخارجية.

س: ما هي قواعد الصيام في الكتاب المقدس؟

ج: بعضهم صام بالكامل، مما يتطلب الامتناع عن الطعام والماء تمامًا (أستير 4:16)، بينما كان آخرون يصومون جزئيًا، حيث يتجنبون طعامًا أو نشاطًا معينًا (دانيال 1:12).
لذا، لا يقدم الكتاب المقدس قواعد صارمة للصيام، بل يوفر مبادئ لتوجيه الممارسة، مثل:

• بإخلاص وحرية: الصيام هو فعل نابع من الإرادة الحرة، ويكون مدفوعًا برغبة في التواصل مع الله.
• النمو الروحي: يُرافق الصيام عادةً الصلاة وطلب هداية الله.
• التواضع والتوبة: قد تكون فترة لتذكير النفس بالاعتماد الكامل على الله وطلب المغفرة بصدق.

س: هل يجب على المؤمنين الصيام في الكتاب المقدس؟

ج: بالرغم من أن الكتاب المقدس لا يُلزم جميع المؤمنين بالصيام، إلا أنه يُقدَّم كنوع من الانضباط الروحي القيم (متى 9:14-15). تُوصى هذه الممارسة لطلب الله، كتعبير عن التوبة، وللتحضير لأمور روحية هامة.

س: ما هو الصيام الحقيقي حسب الكتاب المقدس؟

ج: إن طلب حضور الله واتباع إرادته، وغالبًا ما يكون ذلك مقترنًا مع صلاة الكنيسة والأعمال الصالحة، هو تعريف الكتاب المقدس للصيام الحقيقي.

س: ما هي الآية القوية عن الصيام في الكتاب المقدس؟

ج: متى 6:17-18 هي من أقوى الآيات عن الصيام في الكتاب المقدس، حيث يعلّم يسوع: “وأما أنت فمتى صمت، فادهن رأسك واغسل وجهك، لكي لا تظهر للناس صائمًا، بل لأبيك الذي في الخفاء، وأبوك الذي يرى في الخفاء يجازيك علانية.” توضح هذه الآية جوهر الصيام بنية صحيحة ولأجل الله وحده، وليس لإرضاء الناس.

س: ما هي آيات الكتاب المقدس حول الصيام الحقيقي؟

ج: بعض آيات الكتاب المقدس عن الصيام الحقيقي هي:

• متى 6:16-18، الذي يُعلِّم عن الصيام بالنوايا الصحيحة.
• متى 9:14-15، حيث يشرح يسوع الوقت المناسب للصيام.
• لوقا 2:36-37، الذي يبرز حياة حنة في الصيام والصلاة.

س: ما نوع الصيام الذي يوصي به الكتاب المقدس؟

ج: يُشجّع الكتاب المقدس على الصيام بنوايا صحيحة، مركزًا على النمو الروحي ومساعدة المحتاجين.
توضح هذه الآيات أهمية ودور الصيام في الإيمان المسيحي. لقد كانت ممارسة حافظ عليها المؤمنون عبر الأجيال، مما يمنحها مكانة وأهمية في الحياة الروحية اليوم.