البعد الرعوي في التعليم الكنسي

يقول بولس الرسول في رسالته الأولى إلى تلميده تيموثاوس "لا يستهن أحد بحداثتك، بل كن قدوة للمؤمنين في الكلام، في التصرف، في المحبة، في الروح، في الإيمان، في الكهارة. إلى أن أجئ أعكف على القراءة والوعظ والتعليم. لا تهمل الموهبة التي فيك المعطاة لك بالنبوة مع وضع أيدي المشيخة. اهتم بهذا. كن فيه، لكي يكون تقدمك ظاهراً في كل شيء. لاحظ نفسك والتعليم وداوم على ذلك، لأنك اذا فعلت هذا تخلص نفسك والذين يسمعونك أيضاً" التعليم هو أحد ملامح الرعاية الأصلية، فلا...

الأساس الروحي للخادم

الخدمة المسيحية هي اشتراك مع الله في عمله الإلهي العظيم من جهة الخليقة ألا وهو خلاص البشرية « لأني لم آت لأدين العالم بل لأخلص العالم » ( يو ١٢ : ٤٧ ) ، هي جندية روحية للرب وهي في حقيقتها عمل إلهى خفى يتم من خلال الجهود الإنسانية الأمينة التي تبذل من أجل نفوس الناس ... من أجل خلاصهم وتمتعهم بالملكوت . * هذه الخدمة تتطلب بالدرجة الأولى حياة مقدسة يعيشها الخادم مع الله بضمير صالح وقلب نقى وعشرة مفرحة...

التواضع في التعليم

صدقوني أكثر ما يتعب كنيستنا حاليًا هو عدم التواضع في التعليم.كل خادم يأتي له فكر جديد في تأملاته أو من قراءاته يحاول يجعله عقيدة ويُدَرِسَه للناس، وهناك نوع من الكُتّاب، ويروق لهم إلغاء المفهوم السائد ليُقَدِّموا بدلًا منه مفهومًا جديدًا وكأنَّ الواحد منهم قد اكتشف ما لا تعرفه الكنيسة كلها والناس جميعًا وكأنَّه يعلم ما لا يعلمون.المشكلة هي تقديم المفاهيم الشخصية وليس تعليم الكنيسة وعقيدتها. ومحاولة للجدل وللإثبات ولإقناع الناس بخطأ المفهوم السائد والبعض قد ينتقد الكنيسة. والبعض يُغَيّر ألفاظ القداس...

الكرازة التكنولوجية

إن الإنجيليين يقدمون في البشائر الأربعة أيقونات لفظية عن حياة وأقوال السيد الرب له المجد. وهو الذي لازال يأمرنا ويأمر جميع الناس في كل مكان أن يتوبوا؛ متغاضيًا عن أزمنة الجهل.. وهو الذي أقام يومًا؛ مزمعٌ فيه أن يدين المسكونة بالعدل، ونحن مطالبون بتقديم الإنجيل للجميع، مستعدين دائمًا لمجاوبة كل من يسألنا عن سبب الرجاء الذي فينا. يسوع ربنا لم يكن يتواصل في حالة معتمة؛ بل كان يتكلم بسلطان، وكان يعلّم التعليم الجديد،؛ حاضرًا ومؤثرًا، يشرح بالأمثال؛ ويتفاعل ويجيب ويستجيب. لذلك...

أهمية السيمينارات وحلقات النقاش في الكنيسة

ليس الحوار عملية مواجهة؛ لكنه وسيلة تواصل متبادل للوصول إلى حلول وخيارات وبدائل.. فبالحوار نتناقش لنصل إلى قناعات نتغلب بها على العقبات لإحراز تقدم يوصلنا إلى حل معضلات تواجهنا فى حقل الخدمة المتسع. لذلك ومن واقع خبرة؛ نجد ضرورة شديدة فى اقتناص الفرص كلما أمكن عمل سيمينارات تحدد أولويات النقاش؛ حتى نكتشف بالحوار ما ينقصنا من حقائق مخفية وخبرات ثرية ورؤىً لازمة لنا، معيارها العام الرزانة والتعقل وتمييز الأرواح (١ كو ١٢: ١٠)، واستعلان مشيئة الله فى الحاضر. في أحيان كثيرة...

الإدمان الإلكترونى

تعددت الإلكترونيات وزادت كثافة استعمالاتها اليومية، حتى صار الإنترنت فوق رؤوسنا يشكِّل حَيِّزًا أكبر في أجندة أوقاتنا. ملأ وهدد حياتنا من حيث اللهث وراء الألعاب والمعلومات والاتصالات بإدمان خطير، في نزعة جعلت الإنسان يتمركز حول أنانيته؛ سعيًا وراء اقتناء وحيازة المعرفة؛ مثلما انحدر الشيطان، ومثلما سقط آدم وحواء أبوانا الأوَّلان؛ بسبب رغبتهما في المعرفة من أجل التألُّه الكاذب  بمعزل عن الله الكلي المعرفة. لعل جميعنا لمس حجم الهدر الذﻱ نصرفه أمام هذه الأجهزة بميلها الاستحوازﻱ الكامن خلف بناء برج بابل، وخلف...

مشروع تعليمي لكنيسة المستقبل

يستمد التعليم الكنسي أهميته واحترامه من شُهرة المسيح ربنا الذي ذاعت شهرته كمعلم (رابوني) بين تلاميذه وسامعيه؛ وحتى من أعدائه.. وقد لُقب بالسيد والمعلم، وكل من سمعوه بهتوا من الحكمة التي كانت تخرج من فيه؛ لأنه كان يعلم بسلطان. وتعليمه ليس له بل من الآب، وكان كثيرًا ما يتكلم بأمثال.. كذلك لُقب كل مَن وضع عليه الرب مسئولية التعليم في الكنيسة؛ فيكون كارزًا بالإيمان والحق والإنذار بكل حكمة؛ لكي يكون كل إنسان حاضرًا كاملاً في المسيح يسوع. وكل مَن يُدعى...